نظرة عابرة إلى واقع اليوم تكفي لإدراك سرعة تطوراته وعمق تحولاته، تحولات تبدأ في الفضاء المعرفي ثم ما تلبث أن تنتقل للواقع فتعيد رسم صورته وتحديد معالمه بوتيرة لا تعرف التباطؤ.
ولا يسعنا أمام هذا التطور المطّرد؛ الوقوف موقف المراقب البعيد، ولا الاكتفاء بدور المتلقي، بل لابد لنا من المساهمة في صناعة واقعنا وصياغة مستقبلنا معتمدين بعد الله سبحانه وتعالى على العلم والمعرفة والخبرة.
وانطلاقًا من إدراكنا في بنك الكويت المركزي بأن ذلك لا يتأتى إلا من خلال إعداد كوادر وطنية مؤهلة وفق أعلى المعايير العالمية، قمنا بتبني رؤية استراتيجية لتطوير الشباب الكويتي من خلال حزمة متكاملة من البرامج تغطي الجوانب الرئيسية لتطور العمل المصرفي وتقوم على أساس تزويد المشاركين بجملة من المعارف والمهارات في مجالات البحث العلمي
وفي سبيلنا إلى تحقيق هذه الرؤية، نتبع وسائل عديدة تتنوع بين البرامج التدريبية والبعثات التعليمية والجوائز البحثية المرموقة، وتتكامل فيما بينها ليغطي كل منها جانباً من الجوانب النظرية أو التطبيقية العملية الضرورية لتحقيق مثل هذه الرؤية، وذلك بالتعاون مع عدد من أرقى المؤسسات العلمية والصروح الأكاديمية على مستوى العالم.
ونأمل أن ترفد مبادرتنا هذه القطاع المالي والمصرفي الكويتي بكوادر وطنية تقود مسيرة التطور، كما نعتز بهذا التعاون المثمر الذي جمع بين بنك الكويت المركزي، مدفوعاً برؤيته الشمولية لتنمية اقتصاد دولة الكويت والحفاظ على تقدمه واستقراره والسعي الاستراتيجي لتطوير الكوادر البشرية استعداداً للمستقبل، وبين المصارف الكويتية منطلقة من مسؤوليتها الاجتماعية تجاه أبناء الكويت، وبين معهد الدراسات المصرفية معتمداً على خبرته العملية في تقديم أحدث البرامج و المسارات التدريبية. سائلين العلي القدير أن يأخذ بأيدينا إلى ما فيه خير بلدنا الغالي.