نظرة عابرة إلى واقع اليوم تكفي لإدراك سرعة تطوراته وعمق تحولاته، تحولات تبدأ في الفضاء المعرفي ثم ما تلبث أن تنتقل للواقع فتعيد رسم صورته وتحديد معالمه بوتيرة لا تعرف التباطؤ.
ولا يسعنا أمام هذا التطور المطّرد؛ الوقوف موقف المراقب البعيد، ولا الاكتفاء بدور المتلقي، بل لابد لنا من المساهمة في صناعة واقعنا وصياغة مستقبلنا معتمدين بعد الله سبحانه وتعالى على العلم والمعرفة والخبرة.
وانطلاقًا من إدراكنا في بنك الكويت المركزي بأن ذلك لا يتأتى إلا من خلال إعداد كوادر وطنية مؤهلة وفق أعلى المعايير العالمية، قمنا بتبني رؤية استراتيجية لتطوير الشباب الكويتي من خلال حزمة متكاملة من البرامج تغطي الجوانب الرئيسية لتطور العمل المصرفي وتقوم على أساس تزويد المشاركين بجملة من المعارف والمهارات في مجالات البحث العلمي
انطلاقاً من دورنا في تطوير الكوادر والكفاءات الوطنية في القطاع المصرفي والمالي، يضع المعهد خبرته الممتدة إلى خمسة عقود في مجال التدريب المهني عالي المستوى في سبيل تحقيق رؤية استراتيجية لتطوير الكوادر الوطنية.
رؤية تبناها بنك الكويت المركزي وأطلقها تحت عنوان (كفاءة) بالتعاون مع معهد الدراسات المصرفية والبنوك الكويتية، وذلك إيماناً منا بأن التعلم المستمر ضرورة لا غنى عنها، وأن التطور مسيرة مستمرة تتناقل مسؤوليتها الأجيال المتعاقبة، وأن الإستثمار في رأس المال البشري هو أهم الاستثمارات وأعلاها مردوداً على مستوى الوطن.
وفي سبيل تحقيق هذه الرؤية الطموحة تستطلع مبادرة (كفاءة) احتياجات القطاع المصرفي المستقبلية وتقرأ فرصه وتحدياته لتقدم في ضوء هذه القراءة أرقى البرامج التدريبية والأكاديمية لبناء القدرات الكويتية وتطوير الكفاءات الوطنية المؤهلة لحمل مسؤوليات القطاع المصرفي وقيادته في المستقبل نحو مزيد من التطور، متسلحة بمعرفة عميقة وواسعة اكتسبتها من برامج عملية ونظرية وفق أعلى المعايير العالمية بالتعاون مع أرقى المؤسسات التعليمية على مستوى العالم.